جيشنا

حلقة دراسية في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان
إعداد: نينا عقل خليل


حول التعاون التعليمي والتدريبي بين الجيش والمؤسسات العامة
في إطار تعزيز التعاون التعليمي والتدريبي بين الجيش والمؤسسات العامة في الدولة، وبدعوة مشتركة من قيادة الجيش ومعهد باسل فليحان المالي والإقتصادي، عقدت في مبنى كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان حلقة دراسية.
ترأس الحلقة العميد الركن علي مكّه قائد الكلية ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي، في حضور ومشاركة رئيسة المعهد السيدة لمياء المبيّض، وممثل حاكم مصرف لبنان السيد محمد جبري إلى جانب عدد من الضباط والمدراء العامّين وممثلين عن الوزارات والمجالس والمؤسسات والمديريات والمعاهد التابعة للدولة.
ممثل قائد الجيش العميد الركن مكّه توجّه إلى الحضور بكلمة ترحيبية، مؤكدًا «أن هذه الحلقة وما سيليها من حلقات لاحقة، إنما تهدف إلى تفعيل التعاون بين المؤسسات العسكرية وسائر مؤسسات الدولة في مجالات التعليم والتدريب والتأهيل، وصولاً إلى استثمار الطاقات البشرية والمادية بالشكل المناسب الذي يؤدي إلى تحقيق أفضل إنتاجية ممكنة».
وقال العميد الركن مكّه في كلمته: «إن هذا التنوّع الذي يجسّده لقاؤنا، لهو أفضل مساحة للحوار والتفاعل بين طاقات مهمة، ومقاربة مختلف مجالات عالم الإدارة والإدارة والإقتصاد والمال والتربية والبحوث العلميّة وغيرها. وهو فرصة ثمينة تتيح إمكان حصول نقاش هادئ حول فلسفة التدريب والتعليم في زمن العولمة والتكنولوجيا والحداثة، حيث تبرز معايير الكفاءة ومقاييس الأهلية العلمية التي تستوجبها تحديات القرن الواحد والعشرين».


وأضاف: «إن الإحتكاك والتفاعل بين العقول النيّرة، ذات الأفكار الخلاقة والمبدعة، سيولد حتمًا شرارات المعرفة التي تنير أمامنا الطريق في اتجاه الحقيقة العلمية التي نسعى إليها جميعًا، والتي غالبًا ما يستوجب إدراكها حلقات مركزة من جلسات النقاش الفكري الهادف والبنّاء، بحيث نتمكن من تبادل خبراتنا التدريبية المتنوعة، ونتشارك في مقاربة معضلات الإدارة الحديثة، وصولاً إلى تصوّرٍ مشترك ورؤية متقدمة، من شأنها إذا ما طبّقت، أن ترفع مستوى أداء مؤسستنا إلى درجة مرموقة. ذلك هو عنوان تلاقينا وتلك هي أهداف هذا التلاقي الغني بكم وبما تمثلون، ففي ظل تطور مفاهيم الحياة في هذا العصر الذي نعيش، ووجود الوسائل والتقنيات الحديثة، فإنه لا بدّ من إعداد الإنسان الكفوء، وتزويده المهارات اللازمة، لتكتمل معه منظومة الحداثة بأقانيمها الثلاثة: الإنسان، الوسيلة والفكرة، وصولاً إلى أعلى درجات الإحتراف المهني الذي يلاقي «المستقبل» الواعد ومتطلباته الكثيرة.
«إن لقاءنا اليوم في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان، يقودني بإلحاح تفرضه المناسبة، إلى تذكير الحاضرين الكرام بأن المغفور له الرئيس اللواء فؤاد شهاب الذي يحمل هذا الصرح التعليمي اسمه، كان سباقًا في مجال إرساء مفاهيم الإدارة الحديثة، وتحصينها بقيم الشفافية والنزاهة، بما يضمن مواكبتها مسارات الرقي والتطور. وقد تجلّى ذلك، في إنشائه وزارة التصميم في عهده، بالإضافة إلى إنشاء عدة مؤسسات مدنية، كان لها دورٌ أساسيٌّ ولا يزال، في تقدّم الإدارة العامة في البلاد على الرغم من الظروف العصيبة التي أحاطت بمسيرتها. وغني عن القول أن من بين الحاضرين هنا من يمثل هذه المؤسسات».
وختم بالقول:
«إن المؤسسة العسكرية الأم بهيكليتها وأنظمتها وطبيعة مهمّاتها، تمارس جميع الوظائف الإدارية الأساسية، من التخطيط إلى التنفيذ مرورًا بالتوجيه والمراقبة، وهي في هذا السياق، تقدّم نموذجًا رائدًا وتجربة متجددة، في مجال إدارة المقدرات والطاقات الهائلة الموضوعة بتصرفها، واستثمارها بأفضل الطرق الممكنة حتى بلوغ أهدافها التي تصبّ في خدمة المصلحة العليا للوطن. لذا، ولتحقيق هذه الأهداف، فإن ثمة جسرًا إلزاميًا لا بدّ لنا ولكلّ من يتطلع إلى المستقبل من عبوره. هذا الجسر المتدرج، ليس سوى منظومة التعليم والتدريب الحديثة، والتي نسعى جميعًا إلى الارتقاء بها إلى مستوى طموحات مؤسّساتنا، التي تشكل مجتمعة طموحات الوطن بأسره».